×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

فلنُكمل الصورة.. من الفصل إلى ظل الانتظار

فلنُكمل الصورة.. من الفصل إلى ظل الانتظار
بقلم : علي عبيد الشمري 
في ظل التطور المتسارع الذي يشهده قطاع التعليم، تبقى بعض التفاصيل البسيطة بحاجة إلى التفاتة، لتكتمل معها صورة التحول الشامل نحو بيئة تعليمية إنسانية متكاملة.

مع ختام عام دراسي حافل بالاجتهاد والعطاء، ومع انطلاق موسم الإجازات، تحية تقدير مستحقة نوجّهها إلى طلابنا وطالباتنا، ومعلميهم، وأسرهم، لما بذلوه من جهد متواصل طوال ثلاثة فصول دراسية متتابعة. كانت تجربة استثنائية، تؤكد من جديد أن العملية التعليمية في المملكة تشهد نموًا وتطورًا ملحوظًا في إطار رؤية 2030، التي تضع الإنسان محورًا للتنمية، وتولي جودة التعليم والحياة أولوية قصوى.

وفي خضم هذا التطور، تبرز تفاصيل يومية صغيرة لكنها مؤثرة، تستحق أن تكون ضمن أولويات التحسين، ومن أبرزها: مشهد انتظار الطلاب والطالبات أمام المدارس بعد نهاية اليوم الدراسي تحت أشعة الشمس الحارقة، خصوصًا في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة، دون مظلات كافية أو أماكن انتظار مهيّأة تحفظ كرامتهم وتوفّر لهم الراحة.

قد تبدو هذه اللحظات عابرة، لكنها تترك أثرًا كبيرًا. فالبيئة التعليمية لا تنحصر بين جدران الفصل، بل تبدأ منذ خروج الطالب من منزله وحتى عودته، وتشمل كافة التفاصيل التي تصنع تجربته اليومية، بما في ذلك دقائق الانتظار.

لقد قطعت وزارة التعليم شوطًا كبيرًا في تطوير المناهج، وتحديث أساليب التعليم، وتوسيع استخدام التقنية داخل الفصول، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمدارس. ومن الجميل أن يمتد هذا التطوير ليشمل المشهد المحيط بالمدرسة، بدءًا من بواباتها، حيث يقف الطلاب يوميًا في انتظار وسيلة نقلهم.

مقاعد مظلّلة، مناطق انتظار بسيطة وآمنة، تصميمات حضارية أمام المدارس — كلها خطوات ليست مكلفة، لكنها تعكس حسًا عاليًا بالمسؤولية، وتترجم قيم الرؤية إلى واقع يلمسه الطالب وولي أمره.

إن الطالب الذي يحظى بتجربة راقية منذ لحظة خروجه من الصف، سيحمل في داخله شعورًا بالاحترام والرعاية، وسينعكس ذلك حتمًا على تحصيله، وسلوكياته، وانتمائه لبيئته التعليمية.

فلنُكمِل الصورة الجميلة. فكما وفّرنا تعليمًا نوعيًا داخل الصفوف، من حق أبنائنا أن يجدوا ظلًا ومقعدًا وراحة بعد انتهاء الدوام — احترامًا لجهدهم، وتقديرًا لإنسانيتهم، واعتزازًا بما ننجزه معًا في هذا الوطن الطموح.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر