×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رحلة الإيمان عبر عقود: الحاج الراشدي يستعيد تفاصيل أول حج له قبل نحو نصف قرن

رحلة الإيمان عبر عقود: الحاج الراشدي يستعيد تفاصيل أول حج له قبل نحو نصف قرن
الحقيقة – القنفذة – حوار / حسام الراشدي 
في هذا الحوار الاستثنائي، تفتح صحيفة "الحقيقة" نافذة على ذاكرة الزمن الجميل من خلال تجربة مؤثرة عاشها الحاج محمد الراشدي (أبو علي)، الذي عاد بذاكرته إلى أول رحلة حج قام بها عام 1397هـ، حين كانت الوسائل متواضعة، لكن الإيمان راسخ والقلوب مفعمة باليقين.

بصوت يغلفه الحنين، روى “أبو علي” تفاصيل رحلته الأولى إلى مكة المكرمة، حيث كان الطريق بمسار واحد، ووسيلة النقل عبارة عن “جيب حوض” بمقاعد خشبية، وكانت الإقامة بجوار السيارة التي حملته مع والديه – رحمهما الله – وبعض الأقارب في رحلة لا تُنسى.

بدايات الرحلة
يقول الراشدي:
كانت أول رحلة لي للحج في عام 1397هـ. استعددنا بما توفر، ورافقني في الرحلة والدي ووالدتي، وعدد من الأقارب. كانت المشاعر لا توصف، ممزوجة بالشوق والرهبة لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

الطريق والمبيت
انطلقنا على طريق معبّد ولكن ضيّق، لم تكن هناك لوحات تحدد مكان الإحرام، فبتنا بجانب الطريق العام، ثم أحرمنا من بئر السعدية في الصباح التالي.

النقل والخدمات
كانت وسيلة النقل جيبًا له شراع، وكبار السن يركبون في المقدمة، أما النوم فكان بجانب السيارة، حيث يفترش الرجال جانبًا والنساء جانبًا آخر. الخدمات الصحية كانت نادرة، لكننا لم نكن بحاجة لها، فقد كنا نتحمّل أكثر مما يتحمله الناس اليوم.

مواقف خالدة
من المواقف التي لا أنساها، أنني رأيت رجلاً يوزع تمرًا فخمًا على الناس مجانًا، فسألته عن السعر، فقال لي: (هذه صدقة). وحين أردت إرجاع الكيس قال لي: (في كل ذات كبد رطبة صدقة). كانت لحظة تعلمت منها درسًا عظيمًا.

المقارنة بين الماضي والحاضر
لا مجال للمقارنة بين حج الأمس واليوم. الآن كل شيء متوفر وميسر، من الخدمات الصحية إلى وسائل النقل إلى التقنية والتنظيم. ما نشهده اليوم هو ثمرة لتخطيط مدروس وجهود جبارة بذلتها القيادة الرشيدة في هذا الوطن.

إشادة بالتنظيم الحديث
إدارة الحشود والتنقل بين المشاعر اليوم أمر يفوق التصور. الخدمات الصحية متقدمة وسريعة، والتقنية قضت على كثير من المشاكل التي كنا نواجهها قديمًا، مثل فقدان الرفقة أو التأخر عن المجموعات.

رسالة للجيل الجديد
أوصي الجيل الجديد من الحجاج بأن يشكروا الله على هذه النعمة، وأن يدعوا لولاة الأمر على ما يقدمونه من رعاية واهتمام لضيوف الرحمن، فهذا التيسير لم يكن متاحًا لنا في الماضي.

كلمة للقيادة
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، وأمدّهما بعونه وتوفيقه، وجزى الله كل من يخدم الحجيج خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناتهم.

وفي ختام اللقاء، عبّر “أبو علي” عن امتنانه للصحفي حسام الراشدي، قائلاً:
شكرًا لك يا ابني على هذا الطرح الراقي والأسلوب المميز، حفظك الله وأسعدك ومتعك بالصحة والعافية، ورزقك بر والديك.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر