قصرك عقلك

بقلم : خلود عبد الجبار
بهذه الجملة البسيطة: “قصرك عقلك فاحفظ قصرك”، اختصر الأديب والفيلسوف علي الهويريني دهراً من النصائح المطوّلة، وألقى فينا بذرة وعي نادرة، تُثمر في العقل لمن أراد أن يستيقظ.
لا أنكر أنني لست من عشاق الشعر، ولا أولئك الذين يغوصون في معانيه المعقّدة، لكن هذا المقطع كان شيئًا آخر، بينما كنت أستعرض إحدى منصات التواصل الاجتماعي، شدّني فيديو قصير بصوت الهويريني ينساب برنينه مع مؤثرات صوتية خفيفة، حتى كأن كلماته تمشي على أطراف أنفاسي.
وفي لحظة، وجدتني مشدوهة، لا أعي ما حولي، كنت على وشك أن أغفو في سريري الدافئ، فإذا بي أقفز كالأرنب وأعتدل في جلستي، سريري اهتزّ وكأن زلزالًا ضربه، لا من الخارج، بل من داخلي أنا.
“قصرك عقلك”… هذه العبارة أيقظتني كصفعة واحتضنتني كأم.
حين شبّه الهويريني العقل بالقصر، لم يكن تجميلًا لغويًا، بل تصويرًا عميقًا لمكانة العقل في كيان الإنسان، العقل هو أغلى ممتلكاتنا، أرفعها مقامًا، وأشدّها حاجة للحراسة، فالقصر لا يُبنى إلا بحجارة منتقاة، وأسُس راسخة، وزخارف تليق بهيبته، وكذلك هو العقل، لا يكتمل إلا بالفكر المتزن، والمعرفة العميقة، والتأمل الصادق، والانفتاح الواعي على الحياة.
كأن الهويريني يقول لنا: لا تفرّط في قصرك، لا تفتحه لمن هبّ ودبّ، لا تزخرفه بالمظاهر وتتركه هشّاً من الداخل.
بل احمه من الثرثرة، من القشور، من الضجيج الذي لا يحمل معنى، لأن العقل إن ضاع… ضاع كل شيء.
هذا الشعر لم يكن مجرد كلمات، بل كان مرآة أرى فيها نفسي، وأعيد فيها ترتيب أولوياتي، علمت بعدها أن من لا يحفظ عقله، لن يحفظ شيئًا، حتى لو أحاط نفسه بألف قصر من ذهب.
لا أنكر أنني لست من عشاق الشعر، ولا أولئك الذين يغوصون في معانيه المعقّدة، لكن هذا المقطع كان شيئًا آخر، بينما كنت أستعرض إحدى منصات التواصل الاجتماعي، شدّني فيديو قصير بصوت الهويريني ينساب برنينه مع مؤثرات صوتية خفيفة، حتى كأن كلماته تمشي على أطراف أنفاسي.
وفي لحظة، وجدتني مشدوهة، لا أعي ما حولي، كنت على وشك أن أغفو في سريري الدافئ، فإذا بي أقفز كالأرنب وأعتدل في جلستي، سريري اهتزّ وكأن زلزالًا ضربه، لا من الخارج، بل من داخلي أنا.
“قصرك عقلك”… هذه العبارة أيقظتني كصفعة واحتضنتني كأم.
حين شبّه الهويريني العقل بالقصر، لم يكن تجميلًا لغويًا، بل تصويرًا عميقًا لمكانة العقل في كيان الإنسان، العقل هو أغلى ممتلكاتنا، أرفعها مقامًا، وأشدّها حاجة للحراسة، فالقصر لا يُبنى إلا بحجارة منتقاة، وأسُس راسخة، وزخارف تليق بهيبته، وكذلك هو العقل، لا يكتمل إلا بالفكر المتزن، والمعرفة العميقة، والتأمل الصادق، والانفتاح الواعي على الحياة.
كأن الهويريني يقول لنا: لا تفرّط في قصرك، لا تفتحه لمن هبّ ودبّ، لا تزخرفه بالمظاهر وتتركه هشّاً من الداخل.
بل احمه من الثرثرة، من القشور، من الضجيج الذي لا يحمل معنى، لأن العقل إن ضاع… ضاع كل شيء.
هذا الشعر لم يكن مجرد كلمات، بل كان مرآة أرى فيها نفسي، وأعيد فيها ترتيب أولوياتي، علمت بعدها أن من لا يحفظ عقله، لن يحفظ شيئًا، حتى لو أحاط نفسه بألف قصر من ذهب.