×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

اليوم العالمي للثلاسيميا: وعي ينقذ الأرواح

اليوم العالمي للثلاسيميا: وعي ينقذ الأرواح
بقلم / خلود عبد الجبار 
في الثامن من مايو من كل عام، يتّحد العالم لإحياء “اليوم العالمي للثلاسيميا”، تسليطًا للضوء على هذا المرض الوراثي الصامت الذي يؤثر على حياة الملايين حول العالم. وهو يوم يكرّس للتوعية، والتعليم، والدعم، ولتكريم من يعيشون مع هذا المرض، ومن فقدوا حياتهم بسببه، ولتحفيز الجهود الطبية والعلمية نحو حياة أفضل للمصابين.

الثلاسيميا ليست مرضًا معديًا، بل خلل وراثي في الدم يؤثر على إنتاج الهيموغلوبين، ويؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء، ما يُسبب فقر دم مزمن تتفاوت حدته بحسب نوع الإصابة. يولد المريض بالثلاسيميا حاملاً لهذا العيب الوراثي بسبب انتقاله من أحد الأبوين أو كليهما، ولذا فإن الفحص قبل الزواج يعد خط الدفاع الأول للوقاية، وهو ما تسعى الجهات الصحية حول العالم لتكريسه كثقافة مجتمعية منقذة للحياة.

يشكّل هذا اليوم فرصة مهمة لنشر الرسائل الصحية المبنية على المعرفة والوقاية، وإعادة التأكيد على أهمية الفحص المبكر والتشخيص الدقيق، خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها نسبة زواج الأقارب. كما يُعد يومًا إنسانيًا يحمل في طياته رسائل دعم لمصابي الثلاسيميا، الذين يعيشون رحلة طويلة من المعاناة الطبية التي تتطلب نقل دم دوري وعناية طبية دقيقة مدى الحياة.

ورغم التحديات الصحية والنفسية التي تواجه المصابين، فإن التقدّم الطبي أتاح لهم فرصًا أكبر لحياة أطول وأكثر جودة، إذ أصبح بالإمكان السيطرة على المرض بوسائل علاجية متطورة مثل زراعة النخاع العظمي أو العلاج الجيني في بعض الحالات. إلا أن الكثير من المصابين في دول نامية لا يزالون يعانون من نقص الموارد، وسوء الخدمات الطبية، ما يزيد من معاناتهم ويضعف فرصهم في العيش الكريم.

اليوم العالمي للثلاسيميا ليس مجرد مناسبة توعوية، بل هو نداء إنساني لتكاتف الجهود الطبية، والمجتمعية، والإعلامية، بهدف تقليل أعداد المصابين الجدد، ورفع جودة حياة المرضى، وتوفير الدعم الشامل لهم ولعائلاتهم. إنه دعوة للرحمة، والتفهم، والعلم، والتقدير لمن يواجهون هذه المعركة الصامتة بشجاعة كل يوم.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر