×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"ابتسم.. فقد يزهر الطريق تحت قدميك"

"ابتسم.. فقد يزهر الطريق تحت قدميك"
بقلم / سهام ورقنجي 
في زحام الحياة وضغوطها، ننسى أحيانًا أن أبسط الأفعال قد تحمل تأثيرًا عميقًا، ليس فقط علينا ولكن على من حولنا أيضًا. الابتسامة، هذا الفعل الصغير الذي لا يتطلب جهدًا، يمكن أن يكون مفتاحًا لكسر الجمود، وتخفيف التوتر، وفتح أبواب القلوب المغلقة. فما ضرك لو ابتسمت؟

الابتسامة لا تحتاج إلى ترجمة، فهي لغة عالمية تصل إلى القلوب دون كلمات. عندما تبتسم، فإنك ترسل رسالة إيجابية للآخرين بأنك ودود، متقبل، ومتفائل. حتى في أكثر اللحظات توترًا، قد تكون الابتسامة جسراً للتواصل، حيث تخفف التوتر وتنشر جوًا من الألفة والراحة.

كما ان علم النفس الإيجابي يؤكد أن للابتسامة تأثيرًا كبيرًا على الحالة المزاجية والصحة العامة. عندما نبتسم، يفرز الدماغ هرمونات مثل الإندورفين والسيروتونين، التي تعمل على تقليل التوتر وتحسين المزاج. حتى وإن لم تكن الابتسامة نابعة من شعور حقيقي بالسعادة، فإن مجرد التظاهر بها يمكن أن يخدع الدماغ ليشعر بالسعادة فعلاً، فيما يعرف بتأثير “التغذية الراجعة للوجه” (Facial Feedback Effect).

ليس من السهل أن نبتسم عندما تواجهنا التحديات والمحن، لكن الابتسامة في تلك اللحظات تعكس قوة داخلية وإرادة صلبة.
الأشخاص الناجحون يدركون أن الابتسامة لا تعني إنكار الواقع أو تجاهل المشكلات، بل تعني مواجهتها بروح إيجابية، مما يساعدهم على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات أفضل.

هل لاحظت يومًا كيف أن الشخص المبتسم يكون أكثر قبولًا لدى الآخرين؟ الابتسامة تخلق انطباعًا أوليًا إيجابيًا، وتعزز الروابط الاجتماعية، وتجعل التعامل معك أكثر راحة وسهولة.
في بيئة العمل، على سبيل المثال، الموظف المبتسم يُنظر إليه على أنه أكثر تعاونًا وثقة بالنفس، مما يفتح أمامه فرصًا أوسع للنمو والنجاح.

في الإسلام، الابتسامة ليست مجرد تصرف اجتماعي، بل هي عبادة أيضاً. يقول النبي ﷺ: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، وهذا يعكس القيمة الروحية للابتسامة كوسيلة لنشر المحبة والإحسان بين الناس. إن مجرد رسم ابتسامة على وجهك قد يكون كافيًا لإسعاد شخص آخر أو تخفيف همومه.

إذا كانت الابتسامة مجانية، وتحمل كل هذه الفوائد الجسدية والنفسية والاجتماعية، فما الذي يمنعك من الابتسام؟ قد تكون ضغوط الحياة سببًا في العبوس، لكن الابتسامة قد تكون الدواء الذي تحتاجه دون أن تدرك. جرب أن تبدأ يومك بابتسامة، أن تواجه التحديات بابتسامة، وأن تمنح الآخرين ابتسامة.. وسترى كيف أن العالم سيبتسم لك في المقابل.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر