×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رمضان شهر الخير

رمضان شهر الخير
بقلم / سلطان الفيفي 
رمضان، ذلك الشهر الفضيل الذي تفيض فيه النفوس بالإيمان، وتتعانق فيه الأرواح بالمحبة، ويزهو فيه القلب بخشوعٍ لا يشبهه أي شعور.

إنه شهر الخير والعطاء، حيث تسمو القلوب عن الأحقاد، وتجود الأيدي بالكرم، وتزداد الأرواح قربًا من الله تعالى.

رمضان ليس مجرد شهر للصيام والقيام، بل هو مدرسة إيمانية تُهذب النفوس، وتربي القلوب على قيم العطاء والتسامح. ففيه يتعلم المسلم الصبر، ويشعر بجوع الفقراء والمحتاجين، فيتحرك قلبه بالعطف، وتلين يده بالبذل.

إنه شهر تتجلى فيه أعظم صور الخير، حيث تنتشر موائد الرحمن، وتتضاعف الصدقات، وتغمر البهجة قلوب الضعفاء والمحرومين.

الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة تزكي النفس وتطهر القلب. فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما أخبر النبي ﷺ.

أما صلاة القيام، فهي نافذة تضيء الروح، حيث يناجي العبد ربه في جوف الليل، فيفيض قلبه سكينة وطمأنينة.

في رمضان، يتسابق المسلمون إلى فعل الخيرات، فينفقون في سبيل الله دون تردد، لأنهم يعلمون أن الأجر مضاعف في هذا الشهر المبارك. فالصدقة تطفئ غضب الرب، وتزيل الهموم، وتكون سببًا في فرج الكروب، فما أجمل أن يجعل المسلم هذا الشهر فرصة لتقديم الخير لمن حوله.

رمضان فرصة عظيمة لتجديد العلاقات الأسرية وصلة الأرحام، حيث تتلاشى الخلافات، وتصفو القلوب، وتجتمع العائلات على موائد الإفطار بروح المحبة والمودة. إن من أعظم البركات في رمضان أن يشعر الإنسان بدفء العائلة، ويحرص على رضا والديه، وودّ إخوته وأقاربه.

رمضان هو شهر التوبة، حيث تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، فيكون القلب أكثر استعدادًا للعودة إلى الله. فالسعيد من اغتنم هذه الفرصة وأقبل على ربه بالاستغفار، وملأ لسانه بالتسبيح، وجعل قلبه معلقًا بالقرآن، تلاوةً وتدبرًا.

وفي العشر الأواخر، يتجلى أعظم خير في رمضان، حيث ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فيها تنزل الملائكة، ويعم السلام، وتغمر الرحمة القلوب. فهنيئًا لمن أحيى هذه الليلة بالعبادة والدعاء، وسأل الله من فضله، فباب القبول مفتوح، وأجرها يفوق كل تصور.

ختامًا
رمضان هو شهر الخير بكل معانيه، فهو فرصة لتغيير حياتنا نحو الأفضل، وهو موسم الطاعات، وميدان التنافس في الخيرات. فمن زرع فيه البر، جنى ثمار المغفرة والرضا، ومن اغتنم أيامه ولياليه، نال سعادة لا تضاهيها سعادة. فليكن رمضان هذا العام نقطة تحول في حياتنا، نخرج منه بقلوب أنقى، وأعمال أرقى، وعزائم أقوى.

اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، وتقبل منا صالح الأعمال، واجعلنا من الفائزين بفضلك ورحمتك. آمين.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر