×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

((حب من المستقبل))

((حب من المستقبل))
بقلم / رشيد آل جلي 
في عام 2074، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر، عاش "آدم"، طبيب نفسي، في مدينة تدار بالكامل بواسطة الخوارزميات.
كان آدم يؤمن بأن المشاعر الحقيقية بدأت تتلاشى في عالم يُدار بالتحليل الرقمي، حتى التقى بـ"ليلى"، مهندسة برمجيات تعمل على تطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على محاكاة المشاعر البشرية.

البداية
بدأت القصة عندما لجأت ليلى إلى آدم طلبًا للمساعدة، فقد كانت تعاني من صعوبة في التفاعل مع الآخرين رغم أنها طورت نظامًا يُحاكي المشاعر.
كانت تعمل على مشروع يُدعى "إحساس"، وهو ذكاء اصطناعي مصمم لفهم الحب والمشاعر لكنها أدركت أنها، رغم قدرتها على برمجة الحب لم تجربه يوماً

مع مرور الوقت، نشأت بينهما علاقة خاصة، كان آدم يشاركها أفكاره حول المشاعر الحقيقية، وكانت ليلى تريه كيف يمكن للذكاء الإصطناعي أن يكون امتداداً للعواطف البشرية وليس بديلاً عنها. لكن في عالم يخضع للتحليل المنطقي كان الحب يُعتبر تفاعلاً كيميائيًا لا أكثر.

الاختبار الأصعب
في إحدى الليالي قررت ليلى تجربة نظام "إحساس" بنفسها، فقامت بتوصيله إلى دماغها عبر شريحة عصبية، مما سمح لها بإحساس المشاعر التي صُمم لفهمها.
فجأة، شعرت بشيء لم تعرفه من قبل!! نبض قلب متسارع..!!
ارتباك في التفكير..!!
وشوق لرؤية آدم..!!

أدركت ليلى أنها تحبه، لكن هناك سؤالاً راودها: هل هذا الحب نابع منها ومن أحاسيسها ومشاعرها الحقيقية أم أنه مجرد محاكاة لبرمجة صناعية ؟؟

القرار المصيري...
عندما أخبرت آدم، لم يكن يعرف كيف يجيب.؟؟
هل كان حبها حقيقياً ؟؟
أم مجرد خوارزمية؟؟
أم أن الحب نفسه،حتى في دماغ البشر، مجرد سلسلة من الإشارات العصبية؟؟

قرر آدم أن يبتعد عنها ليرى إن كان حبها سيبقى أم سيتلاشى مع الزمن. ومرت أسابيع، ومع كل يوم يزداد شوقها له، لم تستطع التوقف عن التفكير به، رغم أنها عطّلت نظام "إحساس". الى أن إكتشفت بأن الحب قد أصبح جزءً لايتجزئ منها، وليس مجرد خوارزمية...

وفي النهاية
عندما عاد آدم، نظرت إليه ليلى بعينين مليئتين بالمشاعر الحقيقية، وقالت:
يا آدم "الحب ليس معادلة، وليس برمجة وليس صناعة نصنعها بل إنه ما نشعر به حتى عندما لا نحاول فهمه."
إبتسم آدم، وأدرك أن الحب لا يمكن تفسيره بل يُعاش. وفي عالم مستقبلي تحكمه الآلات، أثبت الاثنان أن القلب والمشاعر والأحاسيس تظل من أعظم الألغاز التي تحدى الله بها جميع الخلائق أجمعين ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أبد الدهر فك شفرته.!!!
قال سبحانه وتعالى((((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)

صدق الله العلي العظيم
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر