#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

داء "ويلسون" تحت مجهر مختبر جازان الإقليمي

 
تقرير _ الحقيقة:

في إطار النجاحات المتتالية والطفرات العلمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية عامة وفي منطقة جازان خاصة، في مجال الصحة والبحث العلمي، يعتبر إنجاز المختبر الإقليمي بصحة جازان تجسيدًا حيًّا لتلك الطفرة العلمية المتسارعة، ومثالًا واضحًا على التطور الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في المنطقة.

تمكّن المختبر الإقليمي بصحة جازان من كشف إصابة مريضة بمرض نادر يُعرف بداء ويلسون، وكأن هذا الإنجاز لا يكفي، تم اكتشاف حالتين مشابهتين ضمن أفراد عائلة المريضة نفسها، مما يُعتبر سابقة فريدة من نوعها.

بدأت القصة عند قراءة التحاليل المخبرية لأنسجة الكبد للمريضة من قبل الدكتور موسى مباركي، استشاري علم الأمراض وأمراض الجهاز الهضمي والكبد بالمختبر الإقليمي بصحة جازان، والتي أظهرت احتمالية إصابتها بداء ويلسون.

وفي سياق متصل، أكّد الدكتور محمد بن أحمد الأمير، قائد الفريق الطبي بقسم الأطفال بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان، إصابة المريضة بهذا الداء النادر بعد إجراء الفحوصات المناسبة واستخدام التحليل الوراثي.

وما أن تم تأكيد التشخيص حتى بدأ الفريق الطبي بتنفيذ العلاج المعتمد. وبفضل الله، استجابت المريضة بشكل إيجابي وعادت إنزيمات الكبد إلى معدلاتها الطبيعية.

وبمجرد الانتهاء من علاج المريضة الأولى، بدأ الفريق الطبي بإجراء الفحوصات لأفراد العائلة وتمكن من اكتشاف مصابين آخرين بهذا المرض النادر ووضع خطة علاجية مبكرة لهم.

يُعتبر داء ويلسون من الأمراض النادرة في المنطقة، حيث يُصيب شخصاً واحدًا في كل 30,000 نسمة. إن اكتشاف مثل هذه الحالات في منطقة جازان يُظهر التطور العلمي الذي تشهده المنطقة، حيث لم يعد هناك حاجة للرجوع إلى المراكز المتقدمة لتشخيص وعلاج هذه الأمراض النادرة، مما يُخفف العبء على المرضى وعائلاتهم.

وبهذا الإنجاز المُضيئ، يتربع المختبر الإقليمي بجازان على قمة القوى التحويلية في مجال الرعاية الصحية بالمنطقة، حيث يُسهم في تقديم العلاج لأمراض نادرة لم يكن يُعالج محليًا في السابق.
يُعتبر هذا التقدم مصدر إلهام لتعزيز الجهود البحثية والعلاجية في مكافحة الأمراض النادرة وتحسين جودة حياة المرضى وعائلاتهم.

وفي ضوء هذا الإنجاز العظيم، يتوجب على المؤسسات الصحية والبحثية المحلية والإقليمية أن تستفيد من هذه التجربة الناجحة وتُكثف الجهود للتعرف على المزيد من الأمراض النادرة والعمل على وضع استراتيجيات علاجية فعّالة ومبتكرة لمواجهتها.

في الختام، صفحة مُشرقة من تاريخ الرعاية الصحية تشرق في منطقة جازان، تُظهر قدرة الباحثين والمتخصصين الصحيين على تحقيق النجاحات الكبيرة والعمل بروح الفريق لتحسين جودة الحياة وضمان مستقبل صحي أفضل للجميع.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر