#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

صلة الرحم: قوة الروابط وسر البركة في الحياة

صلة الرحم: قوة الروابط وسر البركة في الحياة
بقلم / عامر آل عامر 
في زمن تزايدت فيه مشاغل الحياة وأعباؤها، أصبح الحفاظ على الروابط العائلية تحديًا يواجه الكثيرين.
إلا أن صلة الرحم والاجتماعات العائلية ليست مجرد عادة اجتماعية، بل هي عبادة عظيمة أمرنا الله بها وجعلها من أسباب البركة والنجاح في الدنيا والآخرة.

الاجتماع العائلي: معركة الوعي

الاجتماع مع الإخوة والأخوات بشكل منتظم، سواء كان يوميًا، أسبوعيًا، أو حتى شهريًا، يُعدُّ من الأعمال الجليلة التي تحافظ على روابط الأسرة قوية ومتماسكة.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
"إن القوم ليتواصلون فتكثر أموالهم ويكثر عددهم، وإن القوم ليتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم."

وهذا يدل على أن صلة الرحم تجلب الرحمة والبركة، في حين أن القطيعة تسبب ضيق الحال وقلة الخير.

الصبر والتسامح مفتاح النجاح

قد يظن البعض أن رؤية عائلة كبيرة مجتمعة في المناسبات تعني أنها تعيش في سلام ومحبة مطلقة، لكن الحقيقة غير ذلك.
فكل عائلة لديها تحدياتها، والخلافات طبيعية بين البشر. سر استمرار هذه العائلات هو الصبر على بعضهم البعض، وتحمل أخطاء الآخرين، وتقديم التنازلات في سبيل الحفاظ على قوة الأسرة ووحدتها.

خفض الجناح والتودد ليس ضعفًا

الاجتماع العائلي يتطلب خفض الجناح والتودد للأقارب، وهذا لا يُعد ضعفًا أو نفاقًا، بل هو من حسن الخلق والتواضع الذي يرفع شأن الإنسان.

قال تعالى:
“وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”
كما أن النزول عند رأي الأسرة أحيانًا لا يُعد انكسارًا، بل يعكس الحرص على المصلحة العامة واستقرار العلاقات.

صلة الرحم: مفتاح البركة والرزق

صلة الرحم ليست خيارًا يمكن تجاهله أو تأجيله، بل هي واجب شرعي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه."
هذا الحديث الشريف يوضح أن لصلة الرحم أثرًا مباشرًا على البركة في الرزق وطول العمر.

ختامًا

الاجتماع العائلي وصلة الرحم ليستا مجرد التزامات اجتماعية، بل هما جسرٌ يوصلنا إلى رضا الله وبركات الحياة.
فلنبادر اليوم بالاجتماع مع أهلنا وأحبتنا، ولنُربّي أبناءنا على قيم المحبة والتواصل، حتى نغرس فيهم شجرة الخير التي تؤتي أكلها في الدنيا والآخرة.

لنكن من الذين يسعون لبناء أسرة متماسكة قوية، قائمة على المحبة والصبر والرحمة، قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه الندم على ما فات.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر