فقدت الصواقعة علماً من أعلامها
بقلم الأستاذ / علي هادي آل جلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
في مساء يوم الأربعاء الموافق 1446/6/2، فقدت قبيلة الصواقعة علمًا من أعلامها وكبيرًا من كبارها، الوالد أحمد بن حسن البريمي الصوقعي، الذي اختاره الله إلى جواره.
عرفت هذا الرجل منذ 30 عامًا، عندما كنت وكيلًا لمتوسطة ثلوث ريم.
أتيته ظهرًا بعد دوام يوم مشمس لتسليم مكافأة أحد أبنائه. خرج من منزله ورفض أن يستلم المبلغ إلا داخل البيت. دخلت منزله الذي امتلأ بشرًا وكرمًا وشهامة، واستقبلني كضيف عزيز. جاءت زوجته العصامية بابتسامة وفرح وكأنها تعرفني منذ سنوات، وقدمت لي الماء البارد والقهوة والشاي، ثم جاء بالطعام اللذيذ من إنتاج مزرعته.
كان الراحل مثالًا للأخلاق والكرم.
أخبرني عن معاناته وصعوبات حياته بحكمة وتوكل على الله، وأوصاني خيرًا بأولاده. رغم أنه لم يكن يقرأ أو يكتب، كان يقدر دور المعلم ويقول: "أنتم تتعبون يا ولدي، وتربون وتعلمون أبناء القرى، ونحن عجزنا حتى عن أولادنا. أعانكم الله".
كانت كلماته دائمًا مليئة بالحكمة والتقدير، ويذكر بإمتنان جهود هذه الدولة العظيمة ويقول لاعذر للطلاب في طلب العلم والدولة تعينهم وتصرف لهم مكأفاة.
أصبح بمثابة الأب لي، وكنت أراه دائمًا فرحًا ومستبشرًا بقدومي.
لم أزره يومًا إلا وكان هاشًا باشًا. كان رجلًا متدينًا، كريمًا، وحكيمًا في التعامل مع مشاكله، رغم ما كان يمر به من ظروف صعبة. كان يحمل همومًا لو وضعت على الجبال لانهارت، ومع ذلك كان صابرًا وشاكرًا.
رحل العم أحمد وجاور ربه الكريم.
وهنا أستذكر بيت الشعر لأبي الحسن التهامي:
"جاورت أعدائي وجاور ربه
شتّان بين جواره وجواري"
أسأل الله أن يجعل ما أصابه من هموم وغموم رفعة في درجاته وزيادة في حسناته. رحمك الله يا أبا حسن، وجعل الجنة دارك ومثواك.
كما أستذكر أعلامًا آخرين عرفناهم بالكرم والصدق.
منهم الشيخ محمد بن فائع آل غراب، رجل المقام والمقال وابنه علي بن محمد آل غراب والوالد علي بن محمد آل فرحان، والوالد عبد الرحمن بن محمد آل كابح، والوالد محمد أحمد بن يحي الفقيه ومحمد آل طاير، واحمد ال مقطع وغيرهم من رجال الخير والخلق. رحم الله من مات منهم وأمد الله من بقي منهم بالصحه والعافيه جميعهم رموزًا نفتخر بهم.
سنبقى متواصلون بمحبة لله ووفاء لذكراهم.
وأسأل الله أن يجمعنا جميعًا في جنته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".
في الختام، يتعطر المقال بالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في مساء يوم الأربعاء الموافق 1446/6/2، فقدت قبيلة الصواقعة علمًا من أعلامها وكبيرًا من كبارها، الوالد أحمد بن حسن البريمي الصوقعي، الذي اختاره الله إلى جواره.
عرفت هذا الرجل منذ 30 عامًا، عندما كنت وكيلًا لمتوسطة ثلوث ريم.
أتيته ظهرًا بعد دوام يوم مشمس لتسليم مكافأة أحد أبنائه. خرج من منزله ورفض أن يستلم المبلغ إلا داخل البيت. دخلت منزله الذي امتلأ بشرًا وكرمًا وشهامة، واستقبلني كضيف عزيز. جاءت زوجته العصامية بابتسامة وفرح وكأنها تعرفني منذ سنوات، وقدمت لي الماء البارد والقهوة والشاي، ثم جاء بالطعام اللذيذ من إنتاج مزرعته.
كان الراحل مثالًا للأخلاق والكرم.
أخبرني عن معاناته وصعوبات حياته بحكمة وتوكل على الله، وأوصاني خيرًا بأولاده. رغم أنه لم يكن يقرأ أو يكتب، كان يقدر دور المعلم ويقول: "أنتم تتعبون يا ولدي، وتربون وتعلمون أبناء القرى، ونحن عجزنا حتى عن أولادنا. أعانكم الله".
كانت كلماته دائمًا مليئة بالحكمة والتقدير، ويذكر بإمتنان جهود هذه الدولة العظيمة ويقول لاعذر للطلاب في طلب العلم والدولة تعينهم وتصرف لهم مكأفاة.
أصبح بمثابة الأب لي، وكنت أراه دائمًا فرحًا ومستبشرًا بقدومي.
لم أزره يومًا إلا وكان هاشًا باشًا. كان رجلًا متدينًا، كريمًا، وحكيمًا في التعامل مع مشاكله، رغم ما كان يمر به من ظروف صعبة. كان يحمل همومًا لو وضعت على الجبال لانهارت، ومع ذلك كان صابرًا وشاكرًا.
رحل العم أحمد وجاور ربه الكريم.
وهنا أستذكر بيت الشعر لأبي الحسن التهامي:
"جاورت أعدائي وجاور ربه
شتّان بين جواره وجواري"
أسأل الله أن يجعل ما أصابه من هموم وغموم رفعة في درجاته وزيادة في حسناته. رحمك الله يا أبا حسن، وجعل الجنة دارك ومثواك.
كما أستذكر أعلامًا آخرين عرفناهم بالكرم والصدق.
منهم الشيخ محمد بن فائع آل غراب، رجل المقام والمقال وابنه علي بن محمد آل غراب والوالد علي بن محمد آل فرحان، والوالد عبد الرحمن بن محمد آل كابح، والوالد محمد أحمد بن يحي الفقيه ومحمد آل طاير، واحمد ال مقطع وغيرهم من رجال الخير والخلق. رحم الله من مات منهم وأمد الله من بقي منهم بالصحه والعافيه جميعهم رموزًا نفتخر بهم.
سنبقى متواصلون بمحبة لله ووفاء لذكراهم.
وأسأل الله أن يجمعنا جميعًا في جنته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".
في الختام، يتعطر المقال بالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.