#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الفصول الثلاثة بين العاطفة والمصلحة

الفصول الثلاثة بين العاطفة والمصلحة
 
مقالات _ الحقيقة:

لم تأتي وزارة التعليم السعودية بجديد ؛ فألمانيا والإمارات والمملكة المتحدة (بريطانيا) سبقتنا بهذا النظام، وفرنسا وأستراليا لديهم في الأصل نظام الفصول الأربعة.

المتذمّرون منه يصفون الأسباب ، وكُلٌّ يُغَنَّي على ليلاه ، لإثارة الرأي العام لِتأتي على ( دماغ الوزارة) لعلّها تتراجع !

أُصيب المجتمع بِرِمَّتِه بمتلازمة الفصول الثلاثة بسبب (سفسفة المتكلّمين) ومنهم بعض المعلّمين ؛ في الوقت الذي هم فيه سواعد الوزارة في المدارس ، لبِناء صروح مُستنيرة بذاتها، لتتألق بين مجتمعات العالم المهتم بالشأن التعليمي ، وكانت الخيبة من بعضهم واضحة.

يرون التلاميذ على وجوههم ، ؛ التذمر والسخط من الفصول الثلاثة،وقد يكونوا سَمِعوا من أفواههم أيضاً فماذا نرجو من التلاميذ حينها ؟!

والحق أقول ؛ فقبل أن أعكف لكتابة هذا المقال ناقشت وسألت من هم في الميدان التعليمي عن السلبيات والإيجابيات التي لامسوها ؛ مع نظام الفصول الثلاثة ، حتى نستنير بآرائهم،
ذكروا عناصر مُعيّنة ، في نظري أنها لاترقى أن تكون وسيلة إقناع للمطالبة بعدول وزاري عن الخطّة وكانت تغدو وتروح مابين ظروف مناخيّة ونفسيّة.

بل فهمت من بعضهم ؛ أن المشكلة هي رغبته "التي يُخفيها "في قضاء أربعة أشهر من السنة (سُباتا) كالسنوات الخوالي الماضية.

مع إقراري بأن مهنة التعليم ؛ مهنة شاقّة ،وهم في نظري ( العسكر المدنيين) لكن لا يعني الإقرار بذلك ؛ بذل وقت راحة بِبَذخ على حساب المصلحة العامّة.

التغيير الحاصل في نظام التعليم من الطبيعي أن يواجه بالتشكيك وعدم التقبُّل أحيانًا، وسُررت بمراهنة وزارة التعليم على نجاحه.

ثم إنَّ سلبيات الإجازة الصيفية الطويلة كُثُر، أهمها ؛ وهو ديدن نقاشنا أنّ المشكلة الحقيقية تتمثل في "انقطاع الطالب عن الدراسة أربعة أشهر، إضافة إلى الأسبوع الميّت قبل الدراسة ، وبعدها قد تصل الإجازة إلى خمسة أشهر ! فهذه المدّة الطويلة لانقطاع الطالب عن الدراسة كفيلة بنسيان ما تَعَلّمه خلال العام الدراسي ؛ حيث يصل الفاقد التعليمي عند بعض الطلاب إلى 90٪ وهذه نسبة مخيفة" كما جاء في استطلاع قامت به الوزارة.

لا يُمكن إغفال هذه المُعضلة لدى الطلاب التي يُقر بها الأب والأم والمعلّم قبل غيرهم ولكن دون اعتراف ، لأنها فقط لا تتّسق مع الطبيعة المجتمعية ونظام الحياة المُعتادة.

نعم أُقرّ بأن هُناك أُسر وخصوصاً في المدن الكُبرى أحدث لها نظام الفصول الثلاثة خللاً مادّيّاً ومعنوياً، ولكن في المقابل فإنَّ زيادة أيام التعليم بالنظام الجديد ، لا تعني انقلاب الحياة رأساً على عقب، فالفائدة المرجوّة لإبنك أحرى بتحمُّل أي مشاق.

لا أُساوي في الجهد المبذول بين المُعلّم والموظف الآخر بتاتاً ، فهُناك فرق واضح في درجة " الاحتراق الوظيفي " ولكن بالمقابل هناك زيادة في الإجازة السنوية ب24 يوماً على أقل تقدير لصالح المعلم ، لتصبح شهرين متتاليين .

بينما الموظف الآخر يحصل على 36 يوماً فقط لاغير، فضلاً عن الإجازات المطوَّلة للتعليم التي وصلت إلى 69 يوماً في بعض الأحيان! وفي المقابل؛ هُناك مُرابطات في فترة الإجازات الرسمية تقع على عواتق أغلب الموظفين في أغلب القطاعات، ولا نسمعُ لهم همسا.

كما أننا بمنأى عن سُمعة التعليم الجيد لأي دولة في أنحاء العالم ، فالطالب في الدول المُطبِّقة لنظام الفصول الثلاثة الآن يُعامل بتقدير في الجامعات العالمية كونه طالباً قضى جلّ وقته في التعليم ولمدة عشرة أشهر في السنة وذو عقل نَشط ومُستذكر دائماً.

وفي الاختبارات الدولية التنافسية حققت الإمارات إنجازاً جيداً فيه ؛ وهي منذ سنوات تُطبق نظام الفصول الثلاثة، مما ينعكس إيجاباً على الإستمرار في تطبيقه.

وأمّا أصحاب القول بأن التلاميذ أصبحوا مُرهقين حتى أشعروني بأنّ الطالب "ليُهادى بين الرَّجُلَيْنِ حتى يقف في الفصل" لَهَذا الأمر أولى من "قضاء الأبناء أغلب أوقاتهم مرتمين في أحضان الأجهزة الإلكترونية التي لا يُنكر ضررها أحد ".

سيقول قائل : و"رَمَتْني بِدَائِهَا وانْسَلّتْ" وأنني أقول هذا لأنني بعيد عن الميدان التعليمي ، بل أنا زوج مُعلِّمة وأباً لثلاثة تلاميذ، ولكن أُفكِّر في مصلحة أبنائي التعليمية أيضاً.
في كل الأحوال لايوجد مايدعو للإثارة ، فهذه الهرطقات الإعلامية المتناثرةهنا وهناك لا طائل منها.

فهناك أيّام لا محصي لها ، يقضيها منسوبي المدارس مُستلقين على الأرائك ، حتى مع مرور غيمة ناعمة في جزءٍ من سماء المحافظة ، لا تكاد تُبين حتى يتم تعليق التعليم الحضوري عدة آيام.

هذا الرضا والتأييد لقرار الوزارة هو من نواحي تربوية وتعليمية تصب في مصلحة الطالب، وهناك مُبررات أوجه في الإقناع بضرورة الفصول الثلاثة ، وقد أدركها من كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.
سيري ياوزارة التعليم على خُططك البنّاءة ، فإن خنعوا وخضعوا وأذعنوا وإلّا فتطبيق نظام التعليم في فرنسا وأستراليا كفيلٌ بذلك.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر