#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

في ثنايا وأروقه التاريخ الجميل (المتحف الشريف)

بقلم/ ذكرى ابراهيم 
شاهدت اليوم صورًا لمتحف في قلب مدينة الطائف أثارت إعجابي. بالرغم من أنني لست مهتمة كثيرًا بالمواد الأثرية. لكن سرعان ما تذكرت بأن الطائف تبهرنا دائما بتفاصيلها التي تجمع بين التراث وجمال الطبيعة الخلاب.

المتحف الذي سنتحدث عنه اليوم هو المتحف الشريف، الذي يضم بين جدرانه الألاف من القطع الأثرية والتراثية والتي تروي لنا قصصًا من ماضينا العريق. وعلى الرغم من عدم اهتمامي الكبير بالمتاحف، إلا أن هذا المتحف يبدو لي من خلال المعلومات التي سأسردها، أنه أحد أبرز المعالم الثقافية التي تجذب عشاق التراث والتاريخ في المملكة العربية السعودية، خاصة من كبار السن الذين يشتاقون لحياة الآباء والأجداد في الماضي. فالمتاحف تعد شاهدًا حيًا على تاريخ المنطقة وثقافتها الغنية.

المتحف يقع في مبنى تاريخي كان في الأصل سوقًا قديمًا، قبل أن يتحول إلى واحد من أكبر المتاحف الخاصة في المملكة. ويمتد المتحف على مساحة واسعة تتيح عرض مجموعات متنوعة من المقتنيات الأثرية التي جمعها مؤسس المتحف، الشيخ علي الشريف، المعروف بشغفه بالحفاظ على التراث الوطني. حيث صرح في احدى البرامج الإذاعية انه وفر أكثر من 30 ألف قطعة أثرية في أكثر من 20 قسم داخل المتحف.

في ثنايا وأروقة التاريخ الجميل

يتيح المتحف للزائر التجول بين العديد من المجموعات العريقة من القطع التراثية التي تعكس نمط الحياة اليومية لأجدادنا في المملكة. تشمل هذه المقتنيات أدوات زراعية كانت تُستخدم قديمًا، وأدوات منزلية تُبرز جمالية الحياة البسيطة، بالإضافة إلى ملابس تقليدية وحُلي تعكس جمال الحرف اليدوية في تلك الفترة، وأشكال الأحياء والمحلات قديما، وجدت نفسي أُغرم بالماضي أكثر وأنا أتعرف على تلك التفاصيل!

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي المتحف على مجموعة نادرة من الأسلحة لعشاق التاريخ العسكري، تشمل سيوفًا وبنادق أثرية، وأدوات حربية تُظهر تطور وسائل الدفاع عبر الزمن. كما يضم قسمًا خاصًا بالوثائق والمخطوطات القديمة التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة، إلى جانب العملات المعدنية النادرة التي تعود لعصور مختلفة.

والجميل ان المتحف لا يقتصر فقط على عرض القطع الأثرية، بل يتيح للزوار تجربة تفاعلية. تمكنهم من التعرف على كيفية استخدام الأدوات القديمة، مما يجعل الزيارة ممتعة ومثرية أيضا، خاصة للأطفال وطلاب المدارس. من الجميل أن نشارك أطفالنا هذه التجربة ليتعرفوا على تراث المملكة وحضارتها السابقة، ويكتسبوا فهمًا أعمق للماضي وكيف وصلنا إلى التطور الحالي.

وجهه ثقافيه

مثل أي متحف أثري يعكس هوية منطقته، المتحف الشريف يسهم في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة، ويعكس تاريخ الطائف والمنطقة الغربية بشكل خاص. وقد أصبح وجهة سياحية تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، بفضل تنظيمه الجيد ومقتنياته المميزة.

في الأخير زيارة المتحف الشريف ليست مجرد رحلة لاستكشاف القطع الأثرية، بل تجربة فريدة تتيح لزائرها الغوص في أعماق التاريخ السعودي واكتشاف تراثه الغني. إذا كنت تخطط لزيارة الطائف، فلا تفوت فرصة زيارة هذا الصرح الثقافي المميز.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر