#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

طريق التنمية وأوروبا الجديدة

طريق التنمية وأوروبا الجديدة
 ‏في لقاء تلفزيوني قبل سنوات قال ولي العهد، حفظه الله:
" أنا أعتقد أن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط."
لم تكن تلك الجملة، مجرد مقولة عابرة، قيلت من فراغ، ولم تمر مرور الكرام مع الوقت، بل لايزال صداها يتردد في الشرق والغرب، وما جاء بعدها، لم يكن كما كان قبلها، وها هي الأحدث في الوطن العربي، وفي عموم الشرق الأوسط، تبثت كل يوم أن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط.

فبعد تلك المقولة، شهد الشرق الأوسط والمنطقة العربية، حراكاً سياسياً ونشاطاً دبلوماسياً، على كافة الأصعدة والمستويات، نتج عنه عدد من الاتفاقيات بمليارات الدولارات، ناهيك عن المصالحات العربية البينية، والمصالحات العربية الإقليمية، وكلها تصب في صلب هذه المقولة الخالدة: " أنا أعتقد أن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط."
وليس طريق التنمية، الذي أُعلن عنه يوم السبت الماضي، في دولة العراق، وبحضور معالي وزير النقل، بعد اللقاء الذي جمع ولي العهد حفظه الله، مع رئيس الوزراء العراقي، ضمن الاجتماعات الدورية للمجلس الاقتصادي السعودي العراقي، إلا بداية الطريق لتحويل الشرق الأوسط فعلاً إلى أوروبا الجديدة!.
فماهو طريق التنمية؟
وماذا يترتب عليه؟
ومن أين يبدأ وأين ينتهي؟
وماذا سوف يضيف للشرق الأوسط؟

تحت اسم "طريق التنمية"، أعلنت بغداد إطلاق مشروع ضخم للنقل البري يربط الخليج العربي بالحدود التركية ومنها إلى أوروبا وحددت كلفته بـ17 مليار دولار وبطول 1200 كيلومترا، واصفةً إياه بـ"شريان اقتصادي لالتقاء المصالح بين دول المنطقة".
وكشف العراق خلال مؤتمر جمع مسؤولين من دول مجاورة في بغداد السبت (27 أيار/مايو 2023) عن مشروع خطّ بري وخط سكك حديد يصل الخليج العربي بالحدود التركية، ثم أوروبا، ويطمح العراق من خلاله التحول إلى خط أساسي لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا.
ولا يزال المشروع الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى.
وتطمح بغداد إلى تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع دول في المنطقة، وهي السعودية وقطر والإمارات والكويت وعمان والأردن وتركيا وإيران، والتي دُعي ممثلوها من وزارات النقل السبت إلى بغداد للمشاركة في المؤتمر المخصص لإعلان المشروع.

وفي كلمةٍ له خلال افتتاح المؤتمر، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهام في جلب جهود التكامل الاقتصادي". وذكر السوداني، خلال افتتاحه مؤتمر "طريق التنمية" بحضور وزراء النقل في الدول الإقليمية للعراق ودول مجلس التعاون الخليجي وعدد من المنظمات الدولية، إن طريق التنمية يمثل "انطلاقة كبيرة لتحقيق الشراكة مع دول المنطقة"، واصفًا المشروع بأنه "شريان اقتصادي وفرصة لالتقاء المصالح بين دول المنطقة لتكون المنطقة قِبلة لكل باحث عن استثمارات مستقبلية"، وأضاف: " إن هذا المشروع الواعد سيُطلق شراكة حقيقية لتحقيق التكامل والاستقرار في المنطقة".

وبحسب بيان للجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب الراقي، نقلته وكالة الأنباء العراقية، فإن المشروع سيكون "استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع". وأشار البيان إلى أنه "من المؤمل أن يُنجز المشروع ويكتمل خلال 3- 5 سنوات"، مضيفاً أن "آلية الاستثمار سوف تُناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة".
وقال المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي : إن الطريق القديم، البصرة بغداد برلين، الذي كان ينقل السائح العراقي من البصرة ومن بغداد بالعراق باتجاه أوروبا، هذا الطريق سوف نجده من جديد فعّالاً. لا بأس إنه يربط دولا أخرى لنقل المسافرين ونقل الحجيج من أوروبا بسرعة كبيرة جدا، ليكون مريحا للمسافرين اللي يحبون زيارة العتبات المقدسة في العراق أو التوجه نحو بيت الله لأداء الحج أو العمرة".
و مع مايعانيه العراق الغنيّ بالنفط، من تهالك في بنيته التحتية وطرقاته جراء عقود من الحروب، وانتشار الفساد. وتمرّ بعض الطرقات التي تصل بغداد إلى الشمال في مناطق تنشط فيها خلايا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بشكل متفرق، ورغم كل تلك التحديات، يؤكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن من أولويات حكومته هي إعادة تأهيل البنية التحتية للنقل والطرقات وكذلك قطاع الكهرباء المتهالك أيضاً.
ويسمح هذا المشروع للعراق في استغلال موقعه الجغرافي والتحول إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وأوروبا.

وهناك أعمال جارية حالياً لتأهيل ميناء الفاو في أقصى جنوب العراق والمجاورلدول الخليج العربي، والذي سيكون محطة أساسية لاستلام البضائع قبل نقلها براً، إلى أوروبا.
ويهدف المشروع كذلك إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوباً مروراً ببغداد ووصولاً إلى الحدود مع تركيا.

وذكرت مصادر في الحكومة العراقية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): أن "طريق التنمية" سيكون بطول 1175 كيلو مترًا وبسرعة تصميمية للسكك الحديدية 300 كيلو متر في الساعة لنقل الأشخاص، و140 كيلو متراً في الساعة لنقل البضائع.
وأوضحت أن تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع ستنتهي عام 2028 والطاقة القصوى للمشروع ستتضح بعد عام 2050 بعد استكمال جميع منشآت ميناء الفاو الكبير حيث ستكون 60% من خدمات هذا المشروع للداخل العراقي و40 % لدول العالم.

ختاماً ‏فإن مشروع طريق التنمية يعد مُكمّلاً لمشروع طريق الحرير الصيني، بل هوجزءاً منه، ومن خلاله يسعى ‎العراق لتحقيق التنمية وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الشرق والغرب عبر مشروع القناة الجافة .
هذا المشروع يُعزز طريق الحرير الصيني القديم، وبفضل هذا الربط الاستراتيجي، ستتاح للمنطقة فرصاً هائلة في مجال التجارة والاستثمار ،وسيُتيح المشروع تحسين الشحن وتبادل البضائع بين الدول المشاركة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتنمية المستدامة. وسيوف يعزز مشروع القناة الجافة الروابط التجارية بين دول المنطقة وكذلك الصين وأوروبا، وسيسهم في ربط المشاريع والشركات والأسواق بطريقة متكاملة ومربحة للجميع، فالتنمية الاقتصادية ليست قضية محلية فحسب، بل هي أيضاً فرصة للتعاون الإقليمي وتحقيق التوازن الاقتصادي.
لذالك فإن مشروع القناة الجافة (أو طريق التنمية كما يسميّه العراقيون،(هو خطوة استثنائية في رحلة العراق نحو التنمية المستدامة، وهو في ذات الوقت، خطوة نحو الشرق الأوسط، التي رسمها ولي العهد حفظه الله، في مقولته:
أنا أعتقد أن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط.[/JUSTIFY]
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر