×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جدة تستقبل فجرها على إيقاع البحر

إعداد: لينا عبدالغفور 

في ساعات الفجر الأولى، خرجتُ في جولة مشي هادئة تسبق صلاة الفجر، بحثًا عن السكون الذي يميّز بدايات الصباح، فإذا بجدة تفاجئني بمشهد مختلف، البحر لم يكن ساكنًا أو خاليًا كما قد يتوقع البعض، بل كان يعج بالحياة، وكأن المدينة بأكملها اختارت أن تبدأ يومها من هناك.

على امتداد الواجهة البحرية، تجلّت جدة بأجواء صباحية معتدلة، نسيم عليل، وسماء تتدرّج ألوانها بين العتمة الخفيفة وبدايات الضوء.

مشهد طبيعي انعكس على الحضور اللافت لمحبي المشي الصباحي، وهواة الإبحار، وأشخاص وجدوا في البحر مساحة للتأمل واستعادة التوازن.

لم يكن البحر مجرد خلفية جمالية، بل عنصرًا حيًا في تفاصيل المدينة اليومية؛ فالبعض اكتفى بالمشي على الشاطئ، وآخرون اختاروا الإبحار قليلًا، في صورة تعكس ارتباط الإنسان الجداوي بالبحر، واعتباره جزءًا لا يتجزأ من نمط حياته.

هذا المشهد الصباحي يؤكد أن جدة مدينة لا تنام، وأن حيويتها لا تقتصر على ساعات المساء، بل تمتد حتى الفجر، حيث تلتقي الرياضة بالطبيعة، والهدوء بالحركة، في لوحة يومية تختصر روح المدينة.

جدة في فجرها تبدو أكثر قربًا، وأكثر صدقًا، فهي مدينة تعرف كيف تمنح زوارها وسكانها لحظات من الجمال الصامت، وتؤكد في كل صباح مكانتها كواجهة بحرية نابضة بالحياة، تستقبل يومها بروح متجددة.
التعليقات