×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الشيخ الحذيفي: تقوى الله وشكر النعم أساس الرحمة في الإسلام

الشيخ الحذيفي: تقوى الله وشكر النعم أساس الرحمة في الإسلام
الحقيقة - المدينة المنورة 
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور علي الحذيفي، جموع المسلمين بتقوى الله عز وجل، وشكر نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
وأوضح فضيلته أن من أعظم ما بشّر الله به خلقه، أن العلاقة بينه وبين عباده تقوم على الرحمة، فهي عامة تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، في الحياة الدنيا، كما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾، أما في الآخرة، فقد خص الله برحمته المؤمنين لاتباعهم أوامره وابتعادهم عن معاصيه، حيث قال سبحانه: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾.
وبيّن الدكتور الحذيفي أن الرحمة صفة من صفات الله جل وعلا، تليق بجلاله وعظمته، نعلم معناها ولكن لا نحيط بكيفيتها، فهي مما استأثر الله بعلمه، مشيرًا إلى الحديث النبوي الشريف:
"إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة" (رواه البخاري ومسلم).
وأشار فضيلته إلى أن الرحمة تُزكّي الحياة وتصلح المجتمعات، حيث يعيش الضعفاء والمحتاجون والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والعدل، وإذا فُقدت الرحمة، فقد الناس طعم الحياة وذاقوا مرارة القسوة وويلاتها، وأصابتهم الشرور بقدر ما فقدوا من الرحمة. مؤكداً أن الله، الرحمن الرحيم، أنزل كتابه رحمة للناس، كما قال تعالى: ﴿هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
وأضاف الشيخ الحذيفي أن الشريعة الإسلامية كلها مبنية على الرحمة والكمال، فأوامر الله رحمة وخير ورفعة، ونواهيه رحمة تحجز عن المهالك، وسيد المرسلين نبينا محمد ﷺ، بُعث رحمة للعالمين، كما قال عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، فهو ﷺ رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، بل ورحمة للكافرين أيضًا بالتقليل من شرورهم وتخفيف العذاب عنهم.
ولفت فضيلته إلى مظاهر رحمة الله الواسعة في موسم الحج، وما يناله الحجاج من فيوضات ربانية ونفحات رحمانية، وذكر أن فضل الله يشمل سائر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من خلال الأجور العظيمة في صيام يوم عرفة، وذكر الله في أيام العشر، والصلوات والدعاء، وقرابين الأضاحي التي يعظم الله بها الأجر ويدفع بها البلاء والشرور. وأكد أن الأمة بخير ما دامت شعائر الإسلام قائمة، والحج مستمر، والقلوب معلقة بطاعة الله.
وفي ختام خطبته، حثّ الشيخ الحذيفي المسلمين على الثبات على الطاعات، والمحافظة على ما قدموا من أعمال صالحة، والابتعاد عن المعاصي، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولوطنهم، ولولاة أمرهم، ولعموم المسلمين، بالهداية والصلاح والثبات على الحق، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر