منى في يوم التروية: حين تُضاء القلوب بنور النية

بقلم : سهام ورقنجي
منى، هذا الوادي الهادئ الذي يمتد بين الجبال كأنما يحتضن الحجيج بين ضفّتي رحمة وسكينة، يشهد اليوم مشهداً لا يشبهه مشهد إنه الثامن من ذي الحجة يوم التروية حين تبدأ أولى خطوات قلوبٍ مشتاقة وأرواحٍ تاقت وعيونٍ بكت من شدة الترقب والشوق.
منذ بزوغ الفجر تتوافد جموع الحجيج على منى، كأنهم نهرٌ من نور يفيض من كل فجٍ عميق. البياض يغمر المشهد لا تمييز بين لون أو جنسية أو طبقة الكل سواء والكل متجهٌ بقلبه قبل قدميه.
تسمع في الأرجاء همسات التلبية تملأ الفضاء:
“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك…”
وما بين كل تلبية وأخرى يعلو الدعاء وينخفض الصوت ويُرفع القلب.
منى في هذا اليوم ليست مجرد مكان؛ إنها محطة الأرواح الأولى نحو العتق والمبيت فيها ليس توقفاً زمنياً بل بدءُ رحلة تصفية وتنقية.
الحجيج يبيتون هنا متأملين راجين متضرعين وفي أعينهم بريق رجاء وفي قلوبهم يقين.
هنا تبدأ رحلة التخلّي عن الدنيا شيئًا فشيئًا في مشوارٍ يليق بالمغفرة.
المشهد البصريّ آية من الجمال: خيام بيضاء مصطفّة بنظام عجيب بين جبالٍ تحتضنها السماء بلطف وتلك الأضواء المتناثرة ليلاً تعكس نبض الإيمان على وجوه لا تعرف سوى الرجاء. تصدح المآذن وتستجيب القلوب ويعمّ المكان خشوع يُشبه لحظة قيام الليل لكنها هنا جماعية، عظيمة، ومشتركة.
في منى تشعر أن الأرض نفسها تعرف أنها على موعد مع الطُهر كأن الصخور تحفظ الدعاء وكأن الريح تُبلّغ عنك السلام.
كل حجرة في هذا الوادي تشهد على توبة وكل ظلّ يحتضن حاجاً خاشعاً يدعو ويذرف دموعاً عذبة، لا تُرى إلا في مواسم الطهر كهذا.
يوم التروية اسمه مشتق من الارتواء فهل هناك ارتواء أعظم من ارتواء الروح حين تتجه بكليّتها لله؟ وهل هناك مشهدٌ أبهى من أمةٍ كاملة تمشي على صعيد واحد بهيئة واحدة تهتف باسم واحد؟
هنا تبدأ الحكاية الكبرى.
وهنا في منى يتنفس الحجيج أول أنفاس الرحلة الخالدة إلى عرفات فسلام على القادمين بشوق وسلام على منى حين تنبض بالذكر وسلام على القلوب التي وجدت طريقها بعد طول التيه
منذ بزوغ الفجر تتوافد جموع الحجيج على منى، كأنهم نهرٌ من نور يفيض من كل فجٍ عميق. البياض يغمر المشهد لا تمييز بين لون أو جنسية أو طبقة الكل سواء والكل متجهٌ بقلبه قبل قدميه.
تسمع في الأرجاء همسات التلبية تملأ الفضاء:
“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك…”
وما بين كل تلبية وأخرى يعلو الدعاء وينخفض الصوت ويُرفع القلب.
منى في هذا اليوم ليست مجرد مكان؛ إنها محطة الأرواح الأولى نحو العتق والمبيت فيها ليس توقفاً زمنياً بل بدءُ رحلة تصفية وتنقية.
الحجيج يبيتون هنا متأملين راجين متضرعين وفي أعينهم بريق رجاء وفي قلوبهم يقين.
هنا تبدأ رحلة التخلّي عن الدنيا شيئًا فشيئًا في مشوارٍ يليق بالمغفرة.
المشهد البصريّ آية من الجمال: خيام بيضاء مصطفّة بنظام عجيب بين جبالٍ تحتضنها السماء بلطف وتلك الأضواء المتناثرة ليلاً تعكس نبض الإيمان على وجوه لا تعرف سوى الرجاء. تصدح المآذن وتستجيب القلوب ويعمّ المكان خشوع يُشبه لحظة قيام الليل لكنها هنا جماعية، عظيمة، ومشتركة.
في منى تشعر أن الأرض نفسها تعرف أنها على موعد مع الطُهر كأن الصخور تحفظ الدعاء وكأن الريح تُبلّغ عنك السلام.
كل حجرة في هذا الوادي تشهد على توبة وكل ظلّ يحتضن حاجاً خاشعاً يدعو ويذرف دموعاً عذبة، لا تُرى إلا في مواسم الطهر كهذا.
يوم التروية اسمه مشتق من الارتواء فهل هناك ارتواء أعظم من ارتواء الروح حين تتجه بكليّتها لله؟ وهل هناك مشهدٌ أبهى من أمةٍ كاملة تمشي على صعيد واحد بهيئة واحدة تهتف باسم واحد؟
هنا تبدأ الحكاية الكبرى.
وهنا في منى يتنفس الحجيج أول أنفاس الرحلة الخالدة إلى عرفات فسلام على القادمين بشوق وسلام على منى حين تنبض بالذكر وسلام على القلوب التي وجدت طريقها بعد طول التيه