شباب عسير يعيدون صياغة سؤال الهوية في لقاء حواري هو الأول من نوعه

سؤال الهوية لم يعد محصورًا في أروقة النخبة الثقافية؛ بل وجد طريقه إلى منصات الشباب، كما تجلّى في اللقاء الحواري الأول ضمن برنامج “تساؤلات الشباب”، الذي أطلقته هيئة تطوير منطقة عسير ممثلة بإدارة التنمية المجتمعية، عبر مبادرة “مجتمع ثراء الشبابي”، في نادي ضباط وزارة الداخلية بأبها.

اللقاء الذي حمل عنوان “تساؤلات حول الهوية” استضاف المفكر والدبلوماسي الدكتور زياد الدريس، والذي قدّم قراءة عميقة في مفهوم الهوية، معتبرًا إياها كيانًا ديناميكيًا يتشكل باستمرار من خلال اللغة والدين والمجتمع والثقافة.

ولم يكتف اللقاء بطرح الأسئلة الكبرى، بل منح المايكروفون لجيل الشباب، حيث تناوبت مجموعتان من المتحاورين على مناقشة أربعة محاور رئيسة: الهوية الدينية، واللغوية، والاجتماعية، والثقافية. وقدّم المشاركون رؤى متباينة كشفت عن وعي عالٍ بتحوّلات الهوية في العصر الرقمي، وما يفرضه من تحديات تتراوح بين الأصالة والانفتاح.

العرض المرئي الذي تخلل اللقاء، ونقل آراء أفراد من المجتمع المحلي، أضاف بعدًا توثيقيًا وإنسانيًا للنقاش، وعكس تنوع الرؤى حول ما تعنيه الهوية في سياقات الحياة اليومية.

برنامج “تساؤلات الشباب” يفتح بابًا جديدًا في الخطاب الثقافي الوطني، حيث لا تُلقَّن المفاهيم، بل يُعاد تشكيلها من الداخل، بصوت الجيل الذي سيحملها إلى المستقبل