×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عام من الصمت.. جامع الحثران بلا مؤذن والأهالي يناشدون

عام من الصمت.. جامع الحثران بلا مؤذن والأهالي يناشدون
الحقيقة - رجال ألمع 
في الحثران، القرية الهادئة الواقعة ضمن مركز وسانب بمحافظة رجال ألمع، تعيش المئذنة حالة من السكون المؤلم.
عامٌ كامل مرّ، ولا صوت يُرفع منها.
لا أذان يُنادي، ولا مؤذن يُقيم، ولا نداء يُبث في أرجاء القرية مع الفجر.

الجامع قائم، مفتوحٌ لأهله، لا تغلق أبوابه، ولا تخلو أركانه من مصلّين، لكنّه يفتقد روحه... صوت المؤذن.

أهالي الحثران يُصلّون، يقيمون الجماعة باجتهادهم، يضبطون مواقيتهم بأنفسهم، لكنهم لا يزالون يرفعون أكفّهم في كل صلاة بسؤال واحد:
"متى يعود النداء؟"

لقد قدّموا مطالبهم إلى فرع وزارة الشؤون الإسلامية برجال ألمع، مرة بعد مرة، لكن الصمت كان هو الردّ، وكأنّ غياب المؤذن لا يعني شيئًا لمن يملك القرار.

اليوم، عبر صحيفة الحقيقة الإلكترونية، يجدّد الأهالي مناشدتهم.
مطلبهم ليس توسعة ولا إعادة إعمار، ولا فرشًا فاخرًا، بل فقط:
أن يُرفع الأذان من جديد، أن تُنادى الصلاة، أن تعود الحياة إلى المئذنة.

"نصلّي، لكننا نفتقد النداء."
"نُقيم الجماعة، لكننا نشتاق لمن يُقيم الصلاة."

بهذه العبارات اختصر الأهالي حالهم، وكشفوا وجعهم، الذي لا يليق ببيتٍ من بيوت الله، ولا بمجتمعٍ جعل من الأذان مفتاحًا للطهر، ومن المؤذن حارسًا للوقت والروح.

الحثران ليست قرية منسية، ولا جامعها مهجور.
هي حاضرة بمصليها، نابضة بإيمانها، وقلوبها على أتمّ الاستعداد لأن تملأ الصفوف، إن عاد إليها صوت الأذان.

أليس من المؤسف أن تُفرَش المساجد وتُزيَّن، ثم يُغفل عن أعظم ما فيها: النداء؟
أليس المؤذن أول من يصدح بنداء السماء؟
أليس الأذان أول ما يُلقّن للوليد، وآخر ما يُرجى للراحل؟

إن صوت المؤذن ليس ترفًا، بل فرضٌ شعائريّ، وروحٌ لا تكتمل الصلاة إلا بها.
والمئذنة التي لا يُرفع منها الأذان، كقلبٍ بلا نبض، وجدرانٍ بلا حياة.

وفي الختام، يرفع أهالي الحثران صوتهم عبر هذا المنبر الإعلامي، وكلهم أمل أن تُنصت الجهات المعنية، وأن يُعاد إلى المئذنة صوتها، وإلى الجامع روحه، قبل أن يُصبح الصمت هو العادة، والنداء مجرّد ذكرى.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر