×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

" جازان "عراقة العيد بين التراث والحداثة في لوحة من الفرح والتلاحم

الحقيقه - جازان 
تعيش منطقة جازان أجواءً فريدة من الفرح والبهجة خلال عيد الفطر حيث تمتزج العادات والتقاليد العريقة بلمسات الحداثة، في مشهدٍ يعكس أصالة المجتمع الجازاني وكرم أهله.

فمنذ الساعات الأولى لصباح العيد تكتسي مدن وقرى المنطقة بثوب الفرح ويصدح صوت التكبيرات في المساجد مُعلناً بداية يومٍ استثنائي تتجلى فيه قيم المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعي.

بداية العيد.. طقوس روحانية ولمسات إنسانية

مع طلوع الفجر يتوافد الأهالي رجالًا وأطفالًا إلى مصليات العيد المنتشرة في المدن والقرى في مشهد يعكس وحدة المجتمع. تتعالى التهاني وتتصافح الأيادي بروحٍ يغمرها الحب والتقدير بينما يحرص الأهالي على توزيع زكاة الفطر ووجبات الإفطار على المحتاجين في صورة تعكس عمق التكافل الاجتماعي الذي يميز المنطقة.

موائد العيد.. مذاقات تراثية بروح الأجيال

لا تكتمل فرحة العيد في جازان دون أطباقها التقليدية التي تُقدَّم صباحًا على الموائد العائلية، حيث تجتمع الأسر بعد الصلاة لتناول وجبة الإفطار في أجواء دافئة.

وتشمل هذه الأطباق أكلات شعبية مميزة مثل “المفالت” و”المغش” و”الحنيذ” و”المطبق”، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي الذي تتوارثه الأجيال حيث تتزين موائد العيد بنكهات الماضي العريق وسط أحاديث العائلة واسترجاع ذكريات الأعياد السابقة.

الفنون الشعبية.. نبض العيد وإيقاع التراث

في الساحات والميادين العامة يترجم أبناء جازان فرحتهم من خلال عروض الفلكلور الشعبي حيث تتردد أهازيج “العرضة الجيزانية” و”الزامل” و”السيف” التي تعكس القوة والشجاعة والانتماء للأرض.
يشارك الشباب وكبار السن في أداء هذه الفنون بإيقاعات متناغمة وسط تفاعل الحضور الذين يترقبون هذه العروض كجزء أصيل من فرحة العيد.

المجالس العائلية.. روح التآخي والتقارب الاجتماعي

تُعد المجالس العائلية من أبرز ملامح العيد في جازان حيث تفتح البيوت أبوابها لاستقبال الأهل والأقارب والجيران في عادة متوارثة تعزز روابط المحبة والتواصل.
ويتبادل الضيوف التهاني وهم يحتسون القهوة السعودية ويقدمون التمر والحلويات، بينما تملأ ضحكات الأطفال الأجواء منتظرين “العيدية” التي تُعتبر من أجمل طقوس العيد وأكثرها انتظارًا من الصغار.

العيدية.. تقليد متجدد بلمسات إبداعية

تأخذ “العيدية” مكانة خاصة في قلوب الأطفال، إذ تعبر عن الفرح والعطاء وتعزز روح التكافل بين العائلات.
وفي جازان لا تقتصر العيدية على توزيع المال فقط، بل تبدع العائلات في تقديمها داخل علب أنيقة بألوان زاهية مما يجعلها ذكرى جميلة يحتفظ بها الأطفال بكل حب وسعادة.

مهرجانات وفعاليات.. العيد بلمسة حديثة

خلال أيام العيد تتحول جازان إلى وجهة للترفيه والاحتفال حيث تُنظم المهرجانات والفعاليات الترفيهية في مختلف المحافظات.
وتُقام العروض النارية التي تضيء سماء المنطقة بألوان زاهية بينما تجذب العروض المسرحية والفنية العائلات في مزيج يجمع بين الفرح والتراث والحداثة.

جازان.. العيد بعيون مختلفة

ما يميز احتفالات العيد في جازان هو هذا التنوع الفريد الذي يجمع بين الماضي والحاضر حيث تعيش الأجيال الجديدة فرحة العيد بروح الأجداد في تواصل ثقافي يعكس أصالة المجتمع.
فبين أهازيج الفلكلور وموائد التراث والمجالس العائلية، تظل جازان وجهة تنبض بالحياة في كل عيد حاملةً معها عبق الماضي وروح المستقبل.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر